وفاة هالة الميداني.. من هي السيدة التي أحبتها دبي وبقيت في قلوب أهلها

Advertisements

توفيت السيدة هالة الميداني في 22 فبراير 2025، بعد أن أمضت أكثر من 45 عاماً في دبي، تاركة خلفها ذكرى جميلة في نفوس سكان المدينة الذين أحبوها منذ اللحظة الأولى. كانت هالة شخصية محبوبة، مألوفة لدى أهالي أسواق دبي القديمة، حيث كانوا يرونها يومياً جالسة في منطقتها المعتادة، تنشر الإيجابية والمحبة بين الجميع.

أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وفاة هالة الميداني، ونعاها بكلمات مؤثرة تعبر عن مدى حب الناس لها، ووصفها بأنها امرأة إيجابية، تحب الحياة، وتحب الخير، وذكر أنها لم تتخل يوماً عن عادة إطعام الطيور والقطط، في مشهد يعكس روح الرحمة التي كانت تمتلكها.

من هي هالة الميداني؟
ولدت هالة الميداني في سوريا، ثم انتقلت إلى الإمارات العربية المتحدة عام 1971 مع زوجها للعمل والاستقرار، حيث كانت دبي حينها مدينة ناشئة لم تصل بعد إلى مكانتها الحالية. لكنها منذ اللحظة الأولى وجدت فيها بيتاً ثانياً، فأحبت المدينة وأهلها حتى أصبحت جزءاً منها، ولم تسافر إلى موطنها الأصلي سوى 3 مرات طوال حياتها.

عاشت معظم سنوات حياتها في أسواق دبي القديمة، حيث كان الناس يرونها تعيش حياتها اليومية بطبعها العفوي، وتنشر الإيجابية، وتتفاعل مع الناس بالحب، وتحرص على تقديم الخير أينما كانت. عاشت في منزل متواضع، وكانت تعتبر دبي موطنها الوحيد، ولم تفكر يوماً في تركها.

ما سر حب الناس لهالة الميداني؟
كانت هالة الميداني شخصية استثنائية استطاعت أن تترك بصمة في قلوب من حولها. كرمها وإنسانيتها كانا سبباً في حب الناس لها، حيث اشتهرت بإطعام الطيور والقطط يومياً، حتى أصبحت جزءاً من المشهد اليومي لسكان أسواق دبي القديمة.

كانت تستيقظ في الرابعة صباحاً كل يوم، لتخرج إلى الشوارع تحمل الطعام والماء للطيور والحيوانات، وهو المشهد الذي جعلها رمزاً للرحمة في نظر الكثيرين، لم تفرق بين الإنسان والحيوان في تقديم الخير، بل ساعدت كل من يحتاج إلى المساعدة، سواء بابتسامة أو كلمة طيبة أو موقف إنساني نبيل.

اليوجا والسعادة الدائمة

حرصت هالة الميداني على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، كما حرصت على المشي والسباحة واليوغا، مما ساعدها على الحفاظ على روح الشباب حتى أيامها الأخيرة، وحتى عندما تعرضت لحادث سيارة خطير، لم تفقد إرادتها، ونجحت في التعافي والعودة إلى حياتها النشطة، بل أصبحت مثالاً حياً للإصرار والتفاؤل.

كانت تقول دائماً:
“قلبي مريض، لكن لو فتحوا قلبي لوجدوه ينبض باسم دبي”.

وفاة هالة الميداني تترك فراغاً كبيراً في قلوب محبيها
في 22 فبراير 2025 توفيت هالة الميداني عن عمر يناهز السبعين عاماً، بعد تعرضها لأزمة صحية مفاجئة، أثارت موجة حزن كبيرة بين محبيها، سواء من سكان دبي أو متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رحيلها في تغريدة مؤثرة، قائلاً:

“هالة الميداني من سورية الحبيبة.. 45 عاماً في دبي.. عرفها أهل دبي وكانت تجلس دائماً في منطقتها المعتادة في أسواق دبي القديمة. أحبها الناس لإيجابيتها الكبيرة.. وحبها للحياة.. وحبها للناس.. وإطعامها للطيور والقطط.. وتسامحها مع كل المخلوقات.. كانت تحب الجميع.. فأحبها الجميع.. رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة”.

انتشرت ردود الفعل الحزينة بين سكان دبي الذين عبروا عن خسارتهم لوجه مألوف كان يمنحهم الأمل والسعادة دائماً، وحرص العديد من المواطنين والمقيمين على مشاركة صورها ومقاطع الفيديو التي حملت دائماً رسائل الحب والإيجابية، مع الدعاء لها بالرحمة.

إرث هالة الميداني في قلوب الناس
رسالة حب لا تموت

لم تنجب هالة الميداني أبناء، لكنها تركت خلفها عائلة كبيرة من العشاق والأصدقاء المقربين الذين تأثروا بوجودها، وستظل ذكراها حية في قلوب من عرفوها، فهي لم تكن مجرد عجوز تعيش في دبي، بل كانت رمزاً للحب والبساطة والعطاء، تجسد قيم الخير والمحبة التي تربى عليها أهل الإمارات.

دروس مستفادة من حياة هالة الميداني
العطاء لا يحتاج إلى ثروة، فهالة رغم حياتها البسيطة قدمت الكثير من الحب والخير لمن حولها.

الإيجابية تصنع الفارق، فهي دائماً تنشر التفاؤل وتواجه صعوبات الحياة بابتسامة.

حب الناس أهم من أي شيء، فهي لم تكسب القلوب بالمال أو الجاه، بل بحبها الصادق للحياة.

أخيرا:

رحلت هالة الميداني، لكن أثرها سيبقى محفورا في ذاكرة دبي، المدينة التي أحبتها وعاشت معها.

Advertisements